لم يعد من الصعب إنشاء متجر إلكتروني في وقتنا الحالي، كذلك لن تحتاج إلى رأس مال ضخم أو إمكانيات مهولة! فكل ما عليك فعله أن تختار منتجك الذي تود بيعه، ومن ثم منصة مثل قنوات. ستقوم ببقية الإجراءات اللازمة من توفير ذلك المنتج وإيصاله لعميلك. فتُعد منصة قنوات من أشهر منصات التجارة الإلكترونية والتي سنتعرف عليها وسنجيب على سؤال كيف أصبح موقع قنوات من رواد التجارة الإلكترونية. لنأخذ من قصة ذلك الموقع عبرة لكل من يريد إنشاء مشروعه الخاص في التجارة الإلكترونية ومازال مترددًا أو تنتابه الحيرة.
ما هو موقع قنوات؟
بدايةً وقبل معرفة أي تفاصيل عن قصة موقع قنوات، علينا أن نعرف جيدًا ما يقدمه ذلك الموقع. تم إطلاق موقع قنوات في عام 2017 كأول شركة خاصة بالـ دروبشيبينغ في تركيا وتهتم بتوفير الملابس والأدوات المنزلية لتجار التجزئة. الآن، يُعد موقع قنوات من المنصات التي توفر منتجات في أشياء عدة لكل من يريد الدخول إلى عالم التجارة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم. حيث يوفر الموقع أدوات تم إنشاؤها بدقة شديدة لكي تمكنك من السيطرة التامة على متجرك الإلكتروني. كما تهتم بإعداد المنتجات وشحنها عند طلبها من قِبل عملائك دون الحيرة في شراء المنتجات وبأفضل الأسعار ومتوفرة بها مخازن. كما تتابع عملية الشحن، فهي شركة بها متخصصين دارسين على نحو مميز السوق واحتياجات المستهلكين. وعلى الدوام يتم إضافة وتحديث منتجات جديدة وذلك نظرًا للتطور السريع في سوق التجارة الإلكترونية.
إضافةً إلى العمل على توفير حلول عملية وذات فعالية لكي تقدم نتائج مثمرة لشركات التجزئة عبر الإنترنت والحرص على جودة المنتجات والتعامل مع موردين موثوقين. والتي تُعد من أصعب المهام لكن نظرًا لتخصصية الشركة الشديدة وخبرتها فهي توفر عناء جهدك في البحث. كما يوفر الموقع حلول مبتكرة لإنشاء قنوات جديدة لتنمية مشروعك وذلك بالتعامل مع أفضل الموردين وتوفير أسعار ومنتجات ملائمة؛ تلبي احتياجات عملائك. أخيرًا، يركز موقع قنوات على التأكد الدائم من إضافة منتجات جديدة لمتجرك الإلكتروني بشكل مبسط. حيث لديهم نظام دمج فعال وميزة التصدير التي تمكنك من إضافة خطوط إنتاج جديدة بعدد بسيط من النقرات.
نقطة البداية من مزود عربي
تبدأ القصة مع مؤسس موقع قنوات وهو الدكتور صادق الوادعي بخطوات تدريجية. نتعلم من خلالها أن لا نجاح من يوم أو شهر أو سنة، لكن بالتخطيط الجيد والخطوات المدروسة. كان يعمل الدكتور صادق كموظف في قطاع التسويق في مجال تنمية المشروعات الصغيرة والدراسات السوقية وبدأ أول مشاريعه في التجارة الإلكترونية عام 2008. واسم المشروع مزود عربي والذي تغير اسمه إلى متاجر في 2010. كانت فكرته تدور حول توفير متجر إلكتروني لكل شخص خلال دقائق معدودة. ووضح الدكتور أن التجربة كانت قديمة جدًا ومحاكاة لتجربة شركة سويسرية. محاولًا تطبيق تلك الفكرة في الوطن العربي وذلك نظرًا لنمو التجارة الإلكترونية عالميًا. حيث خلق الفرصة نظرًا لوجود عدد كبير من الناس في الوطن العربي لديهم مشاريع خاصة برؤوس أموال صغيرة. فكانت فكرة مشروع متاجر تلبي احتياج توفير متجر لكل شركة أو فرد متجر إلكتروني. حيث يستطيع الشروع في عمله خلال ساعات وذلك بدلًا من الانتظار مع المبرمجين والمصممين أكثر من شهر ودفع أموال طائلة.
تجربة ناجحة لكن هناك عائق.. ما الحل؟
كانت تجربة متاجر ناجحة في السعودية وفي عام 2014، وصل عدد العملاء لحوالي 900 ألف عميل بمبيعات قُدرت بـ 26 مليون ريال سعودي سنويًا. لكن هناك مشكلة تم ملاحظتها من قبل الشركة وهي فشل 80٪ من أصحاب المتاجر الإلكترونية. يرجع السبب في ذلك أن جزء منهم لا يمتلك رؤوس أموال لكي يستثمروا ويوفروا منتجات. فعليك التفكير عزيزي القارئ لثواني، حينما تود شراء منتجات فأنت على الأغلب تتوجه إلى المتاجر الكبيرة مثل سوق ونون وغيرها. لذا فالكثير من أصحاب المتاجر التي حققت فشل، كان السبب هو محدودية المنتجات. كما أن هناك سبب أخر لفشل تلك النسبة الكبيرة وإغلاق متاجرها بعد وقت قصير على الرغم من وجود رأس مال لدى البعض. لكن السبب هو قلة الخبرة في شراء المنتجات واختيار وتدريب الموظفين، وذلك بالطبع يضيع الكثير من الأموال والوقت.
بداية من مرايا
يحكي دكتور صادق أن بداية من عام 2014 مر بظروف شخصية وانطلق إلى دبي ومن دبي إلى الهند ومن ثم إلى تركيا للذهاب لكندا. لذا في ذلك الوقت، لاحظ دكتور صادق ملاحظة مهمة وهي رغبة الناس في تفضيل المنتجات التركية. لكن لا توجد طريقة لتوصيل تلك المنتجات. ونظرًا لخبرة دكتور صادق حوالي 7 أعوام في التجارة الإلكترونية. لذا قام بفتح موقع مرايا والذي كان متجر إلكتروني ليس له علاقة بخدمة تقدم للناس. فكانت فكرته هي تقديم خدمة لنفسه حيث لديه خبرة في التشغيل وشراء المنتجات وتحقيق نجاح. لكن خلال عام خسر أكثر من مليون دولار! فقد ذكر الدرس الذي تعلمه وهو أنه ليس بشرط النجاح إذا كنت ناجح في قطاع ما سابقًا وهنا يتحدث عن موقع متاجر ونقله لقطاع أخر وهي مرايا والخسائر المالية الكبيرة. فخبرته في تركيا كانت أقل من حيث شراء المنتجات وتعرضه للاحتيال. فاضطر إلى إغلاق مرايا، بسبب تلك الخسائر.
ما بعد مرايا
بعد الإغلاق، كان هناك تواصل من قبل مجموعة من التجار الكبار في بعض الدول مثل الإمارات والسعودية والبحرين وقطر. للاستفادة من تجربته في التعامل مع الشركات التركية كوسيط. كانت في البداية خدمة بسيطة وتوصل إلى أن خبرته السابقة مفيدة جدًا. لذا بدأ في أخذ نسبة معينة كعمولة وبدأ في تحقيق أرقام كبيرة. فقرر دكتور صادق الرجوع إلى التجارة الإلكترونية، فهو يعلم جيدًا الآن المشاكل التي يعاني منها أصحاب المتاجر الإلكترونية.
إضافةً إلى خبرته في السوق التركية. نتج عن ذلك مشروع (تزويد) وفكرته هي شراء خبرته لكي لا يعيدوا أصحاب المشاريع نفس التجربة الخاصة بدكتور صادق. لكن الفكرة الجديدة هي بدلًا من أن يشتري الشخص (س) قطعة والشخص (ص) قطعة، لماذا لا يتم جمع كل القطع وإرسال الطلب بتلك القطع لصاحب المصنع، للحصول على تخفيض عالي في السعر. وبدأت التجربة مع دكتور صادق في ذلك تدريجيًا، مما جعل المصانع تهتم وتركز ووصل عدد المتاجر 300 متجر صغير في الخليج في بداية الأمر. لذا بدأ دكتور صادق في التواصل مع خبرات وإعطائهم نسبة من الشركة ورواتب عالية. لإيجاد حل لبوابة تتعامل مع مجموعة كبيرة من الأشخاص حسب اختيارتهم، نظرًا لأن كل تاجر لديه شروط واختلاف تعامله عن المستهلك.
قنوات تنطلق
بعد ما ذكرناه سابقًا، تم تغيير الاسم إلى قنوات وتم تسجيله في مايو 2017، وتم إطلاق أول نسخة بعد شهرين. ويوضح الدكتور صادق أنها كانت نسخة سيئة جدًا. فتواصل مع فريق هندي وطلب منهم إنشاء منصة وتم بناؤها خلال ثلاثة أشهر وسقطت مع أول 100 طلب. لكن دكتور صادق وضح أنه رغم الخسارة، كان الفهم والخبرة ينموان أكثر. فقام بتجربة إطلاق نسخة ثالثة، والتي تطورت تدريجيًا ولم تحقق نجاحًا بالغًا.
حيث في نهاية 2018، تم فهم احتياجات كل عميل وصولًا إلى نمو مميز في عام 2019. حيث في نهاية 2019، تم اكتشاف أن 80٪ من العملاء كانوا من أوروبا ووجود احتياج من قبلهم وتواصلت شركات كبرى مع قنوات. فتحول مفهوم التجارة الإلكترونية إلى اقتصاد تشاركي. حيث يتوجه كل تاجر إلى أمازون أو سوق والتي سيحتاج فيها لمخازن والعديد من الموظفين، عملية مرهقة وسيتم فيها دفع مبالغ كبيرة. لذا تتكفل قنوات بالعمل نيابة عنك، بحيث يستفيد كل شخص من المنظومة. فتجمع قنوات الكثير من الطلبات وترسلها إلى التاجر الأوروبي الذي بدوره يستفيد وتستفيد قنوات ويستفيد التاجر المبتدئ أو القديم في السوق، فسعر وضمان وشحن مميز.